Ara Al Donya

أَرَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا يَزُولُ
فَيَـا نَفْسِـي لَقَـدْ آنَ الرَّحِيـلُ

سَيَفْنَى كُلُّ مَا في الكَوْنِ هَذَا
وَيَبْقَى الـوَاحِدُ الفَـرْدُ الجَلِيـلُ

سِنِينُ الدَّهْــرِ مُسْـرِعَـةً سَتَمْضـِي
وَعُمْـرُكَ في الحَيَـاةِ بِهَـا قَلِيـلُ

سَتَرْحَلُ مِـنْ هُنَـا عَمَّـا قَـرِيبٍ
وَلِلأُخْـرَى مَقَـرُّكَ وَالوُصُـولُ

إِلى يَـوْمِ الجَـزَاءِ تُسَـاقُ طَوْعًـا
فَهَلْ أعْدَدْتَ زَادَكَ يَا جَهُولُ

هُنَاكَ العَدْلُ لا ظُلْمٌ وَجَوْرٌ
هُنَاكَ المُقْسِطُ اللهُ الوَكِيلُ

هُنَـاكَ الفَصْـلُ مَا بَـيْنَ الـبَرَايَا
وُكُـلٌّ لِلْحِسَابِ غَـدًا يَـؤُولُ

تَفَكَّـرْ في مَصِـيرِكَ يَـوْمَ حَشْـرٍ
فَـذَاكَ اليَـوْمُ يَـا هَـذَا ثَقِيـلُ

فِإنْ وَفَّيْتَ تَخْلُدْ في جِنِانٍ
يَطِيـبُ بِهَـا مَقَامُـكَ والـنُّزُولُ

بِهَا سُـرُرٌ بِهَـا حُورٌ حِسَانٌ
وَرَوْضٌ كُلُّ مَا فِيهَا جَمِيلُ

وَأَكْوابٌ وَكَأْسٌ مِنْ مَعِينٍ
وَأْنهـارٌ وَمَـاءٌ سَلْسَبِيـلُ

فَـلا خَـوْفٌ وَلا حُـزْنٌ وَهَـمٌّ
وَلَا ضَيْمٌ وَلَيْسَ بِهَا خُمُولُ

تَفُوزُ بِهَا مِنَ المَوْلَى بِرَوْح
وَرَيْحَانٍ وَخَيْرٍ لَا يَزُول

بِهَا مَا لَا رَأَتْهُ قَطُّ عَيْنٌ
وَلَيْسَ لِجَنَّةِ المَأوَى مَثِيلُ

وَفِرْدَوْسٌ صَفِيُّ اللهِ فِيهَا
إِمَامُ الأنْبِيَا الهَادِي الرَّسُولُ

تَحِيَّتُهُمْ مِنَ المَوْلَى سَلَامٌ
تَزُورُهُمُ مَلَائِكَةٌ عُدُولُ

وَإنْ خَالَفْتَهُ مَأْوَاكَ نَارٌ
عَذَابٌ دَائِمٌ فِيهَا طَوِيلُ

بِهَا نَصَبٌ وأهْوَالٌ جِسَامٌ
تَحَارُ بِهِ البَصَائِرُ وَالعُقُولُ

سَتَصْلَاهَا وُتْسْـقَى مِنْ حَـمِيمٍ
وَأنْتَ بِقَعْرِهَا أَبَدًا نَزِيلُ

تُغَلْغَـلُ في سَلَاسِلَ مِـنْ حَدِيـدٍ
مُهَانٌ خَاسِئٌ فِيهَا ذَلِيلُ

فَوَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ مِنْ لظاها
عَذَابُ النَّارِ يَا هَذَا مَهُولُ

فَدَعْ عَنْكَ التَوَاكُلَ وَالأَمَانِي
نَجَاةٌ مِنْ جَهَنَّمَ يَسْتَحِيلُ

فَلَا يُنْجِيكَ زَوْجٌ أوْ شَفِيعٌ
وَلا وَلَـدٌ يُغِيـثُ وَلا خَلِيـلُ

وَلا أُمٌّ سَتَبْكِيكَ اشْتِيَاقًا
وَلَوْ أَجْرَى مَدَامِعَهَا العَوِيلُ

سِوَى عَمَلٍ سَيُعْرَضُ في كِتَابٍ
بِهِ مَا كُنْتَ تَفْعَلُ أَوْ تَقُولُ

أرَاكَ تُرِيدُ مِنْ مَوْلَاكَ عَفْوًا
وَأنْتَ عَنِ الهُدَى يَا ذَا غَفُولُ

فَبَادِرْ لِلمَتَابِ مِنَ المَعَاصِي
وَنَفْسَكَ لِلهُـدَى دَعْهَـا تَمِيـلُ

وَألْجِمْهَا بِتَقْوَى اللهِ دَوْمًا
فَـذَاكَ صِـرَاطُ رَبِّي وَالسَّبِيلُ

وَطَهِّرْ قَلْبَكَ اللاهِي بِدَمْعٍ
عَلى الخَدَّيِنِ مُنْهَمِلٍ يَسِيلُ

وَكُـنْ بِالذِّكْـرِ مُعْتَصِمًا رَضِيًّا
فَذِكْرُ اللهِ حِرْزُكَ وَالدَّلِيلُ

وَذِكْرُ اللهِ لِلأبْدَانِ فَيْضٌ
وَعْنْهَا الهَمَّ وَالبَلْوَى يُزِيلُ

فَقُمْ للهِ وَادْنُ إِلى حِمَاهُ
فَفَضْلُ اللهِ مَوْلانَا جَزِيلُ

تَبَتَّـلْ فِي خُضُوعٍ وَانْكِسَارٍ
وَقُـلْ رَبِّي أَنَـا الشَّـاكي العَلِيـلُ

أَصَابَ فُـؤادِيَ المَهْمُـومَ كَـرْبٌ
وَأَبْلَى جِسْمِـيَ المُضْـنَى النُّحُـولُ

سَيجْـزيكَ الرِّضَـا والعفْـوَ مِنْـهُ
وَيَـأتِي بَعْـدَ ذَا مِنْـهُ القَبُـولُ

فَأَيْقِنْ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ
وَرَبّي بِالعِبَادِ هُوَ الكَفِيلُ

بِحَـقِّ جَـلَالِ وَجْهِـكَ يَا إِلَـهِي
أَقِلْ عَبْدًا مُنِيبًا يَا مُقِـيلُ

وَيَسِّـرْ لِلفَلَاحِ لَهُ سَبِيـلاً
إِلَى رَوْضٍ بِهَا ظِلٌّ ظَلِيلُ

فَيَـا بُشْـرَى لِمَـنْ قَـدْ حَـلَّ فِيهَـا
وَبَيْنَ رُبُوعِهَا فَرِحًا يَجُولُ



Credits
Writer(s): Hamad Mansoor Al Jabiri, Khaled Al Hasani
Lyrics powered by www.musixmatch.com

Link