Domou Al Ajoouz

دموع العجوز

من دون رأفة، قال أخرجي و لا تعودي
أمامها بعنفٍ سد باب تلك الغرفة
و لم تحرك ساكناً ما قال الفاه حرفاً
لحظاتٌ أرعبتها آهٍ كم هي مخيفة
تملكها اضطرابٌ شلَّ جسمها النحيف
كاد أن يغمى عليها، من وقع تلك الجملة
فؤادها تمزق فمن يلم شمله
أخذت أغراضها سارت مرتاعةً مذهولة
تقودها رجلاها نحو وجهةٍ مجهولة
في حيرةٍ تسير، لم تدر ما المصير
حزنٌ في عينيها رآه الأعمى و البصير
وحيدةً تنادي، و هل يجدي النداء
من دمعها الغزير قد تبلل الرداء
لا تدري سيرها هذا إلى أين يؤول
تهذي تخاطب الجماد حولها تقول
وحدي أسير غاب عني من يشد أزري
قطرات الدمع تدنو من تحت الأهداب تسري
يؤسيني، تذكر أحبابٍ ما بقوا لي
و دمعي المسكوب بلل التراب حولي
ناديني يا تعيسة أو ناديني الشريدة
أو قل عجوزٌ أعيتها المعاناة الشديدة
شعوري الآن عاجزٌ عن وصفه الكلام
سوادٌ في سوادٍ لا يرى إلا الظلام
لعبةً للدهر صرت، بها تسلى
ثيابٌ رثَّة، وداءٌ سلَّ الجسم سلَّا
و ابني عني تخلى في عقوقه تمادى
ألفاظٌ من لسانه تحرك الجماد
قالت لما انسلخت عن أخلاقك النبيلة
ولم تجد إلى إمساك دمعها سبيلا
قالت ما باله غدا مثل الوحش المريع
من استمد قوة الحراك من ضريعي
يا من كانت دماؤه من جسمي تضخ
مالي أرى رصاصاً منك نحوي يطخ
يا من مسحت أمس أنفه من المخاط
يا من لفته هاتان اليدان بالقماط
حزنٌ شديدٌ يعجز عن وصفه القلم
ولأنها لم تلق من يخفف الألم
عادت لنفسها تشكوا لها ظلماً و قهرا
حديثاً مكتوماً سرعان ما صار جهرا
تحدثها تقول: سيري فابننا نسينا
غدا اليوم كبيراً ذا بأسٍ و ذا مكانه
سيري و اجعلي لك من الدعاء ذخرا
و دمعاتٍ تسيل بين فينةٍ و أخرى
و جسمك الهزيل، و روحك القتيلة
و أسناناً تصطك من برودةٍ وبيلة
وخوفاً، هزّ أطراف جسمك و ودقا
و ريحاً عاصفاً كأنه يود نطقا
الكل نائم، فلا جدوى أن تستغيثي
تبادلي مع الظلام أطراف الحديث
أو انظري للأعلى نحو النجمات البهية
قولي لهنّ خذنني لكن الآن هيا
أود أن أكون في مثل بهائكن
قلوب الناس حولي صلبةٌ بها أكنة
إن كان قولي مسموعاً فعجلّي لأصعد
إلى ما لا عينٌ رأت و لا الآذان أصغت



Credits
Writer(s): Abdou Salam
Lyrics powered by www.musixmatch.com

Link