Arej Ala Bab Al Karim

عَرِّجْ عَلَى بَابِ الكريمِ المِفْضَلِ
وَالثَمْ ثَرَاهُ سَاعَةً وَتَذَلَّلِ

فَلَئِنْ رُزِقْتَ لَدَى حِمَاهُ وَقْفَةً
تَرِبَتْ يَدَاكَ بِنَيْلِ مَا لَمْ تَأمَلِ

وَلَئِنْ نَشَقْتَ شَذَا ثَرَاهُ سَاعَةً
فَلَكَ البِشَارَةُ بِالمَقَامِ الأطْوَلِ

وَلَئِنْ تَرَى ذَاكَ الجَمَالَ هُنَيْهَةً
فَاسْحَبْ ذُيوُلَ التِّيهِ فَخْرًا وَارْفُلِ

وَلَئِنْ صُدِدْتَ أَوِ ابْتَعْدَتَ فَعُدْ إلَى
إِرْسَالِ دَمْعٍ كَالعَقَائِقِ مُسْبَلِ

وَالْهَجْ بِأنْـواعِ الضّـَرَاعَةِ وَابْتَهِـلْ
مِثْلَ الغَرِيقِ بِلُجَّةِ البَحْرِ المَلِي

لَا يُدْهِشَنَّكَ مَا تَرَى مِنْ هَيْبَةٍ
وَجَلَالَةٍ وَتَعَاظُمِ العِزِّ العَلِي

فَهُوَ الرَّحِيمُ بِعَبْدِهِ وَهُو الكَرِيـمُ
لِوَفْـدِهِ فَارْحَـلْ إِلَيْهِ وَعَجِّـلِ

لَا تَحْسَبَّنَ نَوَالَهُ لِيصُدَهُ
إِنْ سَاءَ وَصْفُكَ وَهُوَ خَيْرُ مُأَمَّلِ

كَلَّا وَلَمْ تَغْلِبْ صِفَاتُكَ وَصْفَهُ
الــمَعْرُوفَ بِالكَـرَمِ الـذِّي لَمْ يَبْخَـلِ

إِنَّ الكَرِيمَ الحَقَّ مِنْ إِحْسَانِهِ
يُثْرِي إِلَى مَنْ لَيْسَ بِالمُسْتَأْهِلِلَ

وْ كَانَ لَا يُعْطِي الذِي يُخْطِي إِذًا
هَلَكَ الجَمِيعُ فَأيُّهُمْ لَمْ يَفْعَلِ

فَذَرِ الحَيَا وَاخْلَعْ عِذَارَكَ وَابْتَذِلْ
دِيبَاجَتَيْكَ وَمَاءَ وَجْهِكَ فَابْذُلِ

وَذَرِ المُلُوكَ جَمِيعَهَمْ وَاقْصِدْ إِلَى
ذِي المُلْكِ وَالمَلكُوتِ مَوْلاكَ العَلِى

فَاسْألْ عَلى أَبْوَابِهِ مَا شِئْتَهُ
فَنَوالُهُ مَا كُفَّ عَنْ كَفٍّ خَلِى

لَا تَخْشَـى ثَمَّتَ مِـنْ تَمَنُّعِ حَاجِبٍ
فَهْوَ الذِي أَبْوابُهُ لَمْ تُقْفَلِ

يُعْطِيكَ جَائِزَتَيْنِ لِلدُّنْيَا وَللأُخْرَى
وَلَمْ يَقَتَرْ وَلَمَّا يُقْلِلِ

يَا مَنْ يُشَاهِدُ أَوْ يُرَجِّي غَيْرَهُ
كَمِّلْ بَصِيرَتَكَ التِي لَمْ تَكْمُلِ

إِيَّاكَ تَشْهَدُ غَيْرَهُ فَتَكُونُ فِي
شِـرْكٍ خَفِيٍّ لَيْسَ بِالشّـِرْكِ الجَـلِي

إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُهُ وَتَطْلُبُ غَيْرَهُ
فَلَأنْتَ عَنْ عِرْفَانِهِ فِي مَعْزِلِ

وَلَئِنْ شَهِدْتَ لِمَنْ سِوَاهُ تَكَرُّمًا
فَلَقَدْ عَدَلْتَ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْدَلِ

هَلْ عَايَنَتْ عَيْنَاكَ قَاصِدَ بَابِ
ذِي كَرَمٍ فَعَادَ بِخَيْبَةٍ وَتَنَصُّلِ

فَاللهَ فَاشْكُرْهُ وَإيِّاهُ فَسَلْ
مِنْ فَضْلِهِ وَاتْرُكْ سِوَاهُ وَاعْدِلِ

وَدَعِ الوَسَائِطَ إِنَّهُنَّ كَثَائِفُ
الحُجْبِ الغِلَاظِ عَلَى قُلُوبِ الغُفَّلِ

وِإذَا أَتَاكَ نَوَالُهُ بِوَسِيطَةٍ
مِنْ كَفِّ عَبْدٍ مُنْعِمٍ مُتَفَضِّلِ

فَالشُّكْرَ أَخْلِصْهُ لِمَوْلَاكَ الذِي
وَهَبَ الكَثيرَ علَى يَدِ العبدِ الوَلي

فَالفضلُ مِنْهُ عَليكَ تَمَّ وَفَضْلُهُ
أبْدَى لِذَاكَ العبدِ وَصْفَ تَفَضُّلِ

هُوَ رِزْقُهُ إِنْ سَاقَهُ بِوَسِيطَةٍ
أَوْ دُونَهَا فَالكُلُّ مِنْ يَدِهِ اقْبَلِ

فَالمُلكُ وَالتدْبِيرُ فِي يَدِهِ وَمَا
يَرضَاهُ فَارْضَ بِهِ إذًا وَتَقَبَّلِ

وَاجْعَلْ شُهُودَكَ للمُهَيْمِنِ إِنَّهُ
يُعْطِي وَيَمْنَعُ مَا يَشَا فَلْيَفْعَلِ

وإذَا شَهِدْتَ المَنْعَ مِنْهُ وَالعَطَا
فَلَقَدْ ظَفَرْتَ وَفُزْتَ بِالنِّورِ الجَلِي

وَلأجْلِ شُكْرِ اللهِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
فَالعَبْدَ عَامِلْهُ بِشُكْرٍ مُسْجَلِ

شُكْرُ القليلِ مِنَ العَطاءِ تَكَرُّمًا
لِمَظَاهِرِ اسْمِ الشَّاكِرِ المُتَقَبِّلِ

فَالبَذْلُ مِنْهُ وَالقَبُولُ لِمَا لَهُ
وَالعَبْدُ عَنْ إمْلَاقِهِ لَمْ يُنْقَلِ

وِإذَا عُنِيتَ بِفَاقَةٍ وَخَصَاصَةٍ
عَرِّجْ عَلَى بَابِ الكريمِ المِفْضَلِ

مَوْلايَ إِنِّي قَاصِدٌ لَكَ وَافِدٌ
لِمَوارِدٍ مِنْ جُودِكَ المُسْتَرْسِلِ

عَايَنْتُ بَحْرَ الجُودِ مِنْكَ فَجِئْتُ كَيْ
أحظَى بِمَا أَرْضَى بِهِ مِنْ مَنْهَلِ

أشْهَدتَّنِي فَيْضَ النَّدَى فَغَرِقْتُ
مِنْ طَامِي الجَدَى فِي قَعْرِ بَحْرٍ أَسْفَلِ

وَغَدَوْتُ لَا بِوُلُوجِهِ أُرْوَى وَلَا
بِالرِّيِّ أَرْضَى مِن شَرَابٍ سَلْسَلِ

وَلَئِنْ أَفَضْتَ عَلَيَّ بَحْرًا طَامِيًا
مِنْهُ دَعَوْتُكَ لِلمزَيدِ الأكْمَلِ

إِنْ يَمْدَحِ الشُّعَرَاءُ سُلْطَانًا فَمَا
مَدْحِي سِوَى حَمْدِي لِمَولايَ الوَلِي

مِنْهُ رَجَوتُ وَفِيهِ كُلُّ مَطَامِعِي
جَمَّعْتُهَا وَنَهَضْتُ نَهْضَةَ مُثْقَلِ

مِنْ كُلِ مَطْلُوبٍ يَعَزُّ مَرَامُهُ
ومَنَالُهُ مِثْلُ السِّمَاكِ الأعْزَلِ

لُو كُنتُ أرجُو مِنْ سِواهُ بَعْضَهَا
لَظَنَنْتَنِي فِي رَوْمِهَا لَمْ أَعْقَلِ

وَبِقَصْدِةِ اسْتَصْغَرْتُ كُلَّ عَظِيمَةٍ
مُسْتَسْهِلًا مَا لَيْسَ بِالمُسْتَسْهَلِ

وَلَئِنْ يَمُنُّ عَلَيَّ مِنْهُ بِنَظْرَةٍ
فَلِيَ المَمَالِكُ كُلُّهَا وَالمُلْكُ لي



Credits
Writer(s): Hamad Mansoor Al Jabiri, Saeed Bn Khlfan
Lyrics powered by www.musixmatch.com

Link